يجذب العود وعطره الفواح حواس الناس في المجتمعات العربية، فهو رمز للأصالة والكرم وطقس أساسي في المناسبات واستقبال الضيوف. تحيط رائحته الدافئة بالأماكن لتمنحها لمسة فخمة تعكس الذوق والرقي، حتى أصبح استخدامه عادة يومية في المنازل والمجالس. ومع مرور الوقت، بات كثيرون يستخدمون العود بكميات كبيرة للاستمتاع بنفحاته العميقة دون أن يدركوا ما قد يترتب على ذلك من آثار صحية.
ومع تزايد الانتشار، بدأت التساؤلات تُثار حول مخاطر استخدام العود بكثرة، خصوصاً على الجهاز التنفسي. فقد كشفت دراسات حديثة عن أضرار محتملة نتيجة الاستنشاق المتكرر لدخان العود، مما يدعو إلى الوعي بأساليب استخدامه الآمن واتخاذ خطوات معتدلة للحفاظ على متعة العطر دون الإضرار بالصحة.
ما هي مخاطر استخدام العود بكثرة؟
وعند الحديث عن مخاطر استخدام العود بكثرة، يُعد الإفراط في استخدام العود داخل المنازل أو الأماكن المغلقة سبباً رئيسياً لتراكم الملوثات الهوائية التي تضر بالصحة على المدى الطويل. فعملية احتراق العود تُنتج دخاناً يحتوي على مركّبات ضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، إضافة إلى جزيئات دقيقة (PM2.5 وPM10) قادرة على التغلغل بعمق داخل الجهاز التنفسي. هذه الملوّثات لا تقتصر أضرارها على تهيّج الحلق والأنف، بل قد تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية أو حتى سرطان الرئة.
كما تشير الدراسات إلى أن التعرض المتكرر لدخان العود يزيد من احتمالية ظهور نوبات الربو وضيق التنفس، ويضاعف من معاناة المصابين بالحساسية. ومع مرور الوقت، قد تتجاوز التأثيرات الجهاز التنفسي لتشمل القلب والدماغ نظراً لامتصاص الجسم لتلك المواد السامة.
كيف يؤثر على التنفس؟
يُعتبر دخان العود من أسباب تهيج الجهاز التنفسي وازدياد الالتهابات فيه. فالاستنشاق المستمر للمركبات المتطايرة الناتجة عن احتراقه يضعف قدرة الرئتين على التنقية ويزيد من تعرضهما للمهيّجات.
- التعرض لدخان العود يرفع احتمالية الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية.
- قد يؤدي إلى تفاقم حالات الربو وصعوبة التنفس لدى المصابين بها.
- الجزيئات الدقيقة الموجودة في الدخان تضعف كفاءة الرئتين وتزيد من تراكم المخاط.
- الاستخدام اليومي في أماكن مغلقة قد يسبب سعالاً مستمراً واحتقاناً في الحلق.
ما علاقة العود بأمراض القلب؟
أثبتت الأبحاث أن دخان العود لا يؤذي الرئتين فقط، بل يمتد أثره إلى القلب والأوعية الدموية. فالمواد السامة الناتجة عن الاحتراق تُمتص عبر الجهاز التنفسي إلى الدورة الدموية، مما يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي في خلايا القلب. هذا التفاعل يرفع من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، اضطراب نبضات القلب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الشرايين بمرور الوقت.
هل يؤثر على الذاكرة؟
ومن بين مخاطر استخدام العود بكثرة ما قد يظهر على القدرات الإدراكية، إذ إن الاستخدام المفرط للعود قد تكون له آثار غير متوقعة على الأداء العقلي. فاستنشاق الدخان بانتظام يؤثر في توازن الأكسجين في الدماغ ويسبب تراجعاً في الأداء المعرفي. وتشير الأدلة إلى أن التعرض الطويل قد يضعف التركيز، ويؤدي إلى مشاكل في الذاكرة والانتباه، خصوصاً في البيئات المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة.
ما هي أبرز الملوثات الناتجة عن احتراق العود؟
احتراق العود يطلق مجموعة من الملوثات التي تؤثر بشكل مباشر في جودة الهواء وصحة الجهاز التنفسي. تختلف كمية هذه الملوثات وخطورتها باختلاف نوع العود وجودة تصنيعه وطريقة احتراقه، إلا أن هناك ثلاثة مكونات رئيسية تشكل مصدر القلق الأكبر.
ما هي الجسيمات الدقيقة؟
تُعرف الجسيمات الدقيقة مثل PM2.5 و PM10 بأنها ذرات صغيرة جدًا تطفو في الهواء أثناء احتراق العود. هذه الجزيئات قادرة على اختراق عمق الجهاز التنفسي والوصول إلى الحويصلات الهوائية، مما يزيد احتمالية الإصابة بالتهابات مزمنة، وتفاقم أمراض الرئة وربما القلب. تراكمها المستمر في البيئة المغلقة يجعل استنشاقها خطرًا صحيًا حقيقيًا.
ما خطورة المركبات العضوية؟
ينتج عن احتراق العود إطلاق المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) مثل البنزين والفورمالديهايد والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs). هذه المواد تمتلك خصائص مسرطنة وتؤثر سلبًا في الجهاز العصبي والمناعي. كما أن التعرض المتكرر لها في الأماكن المغلقة قد يسبب صداعًا، دوارًا، وتهيّجًا في العينين والأنف.
هل توجد غازات سامة؟
عند احتراق العود، تنبعث أيضًا غازات خطرة ترفع مستوى التلوث داخل المكان المغلق. من أبرز هذه الغازات:
- أول أكسيد الكربون (CO): غاز عديم اللون والرائحة يمنع الجسم من امتصاص الأوكسجين بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى دوار وضعف عام وربما اختناق في الحالات الشديدة.
- ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂): يسبب تهيّجًا في الشعب الهوائية، ويزيد من احتمالية الإصابة بأزمات الربو والمشكلات القلبية.
وجود هذه الغازات بكميات مرتفعة، خاصة في أماكن سيئة التهوية، يجعل الاستخدام المفرط للعود مصدرًا حقيقيًا للمخاطر الصحية.
من الأكثر عرضة لمخاطر كثرة استخدام العود؟
الأطفال يُعدّون من أكثر الفئات حساسية تجاه مخاطر استخدام العود بكثرة، نظرًا لضعف جهازهم التنفسي والمناعي. استنشاق دخان العود بشكل متكرر قد يسبب تهيجًا في الشعب الهوائية ويزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات الرئة وأمراض الصدر المزمنة، خاصة في الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة.
ماذا عن كبار السن؟
كبار السن أيضًا يتأثرون بسرعة بدخان العود نظرًا لضعف قدرتهم على تحمل الملوثات الهوائية. الاستنشاق المتكرر قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات القلب أو ضيق التنفس لديهم، خصوصًا لمن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة. لذلك يُنصح بتخفيف استخدام العود بالقرب منهم أو تهوية المكان جيدًا بعد إشعاله.
ما حال المصابين بأمراض مزمنة؟
الأشخاص المصابون بالربو أو الحساسية الصدرية أو أمراض القلب معرضون لتدهور واضح في حالتهم الصحية عند استنشاق دخان العود. هذا الدخان قد يسبب نوبات تنفسية أو تسارعًا في ضربات القلب، ما يتطلب اتخاذ احتياطات خاصة مثل الابتعاد عن الأماكن المليئة بالدخان أو استخدام بدائل أقل ضررًا لتعطير الجو.
ما العوامل التي تزيد شدة أضرار العود؟
تتأثر مخاطر استخدام العود بكثرة بعدة عوامل تساهم في زيادة حدة الأضرار عند التعرض لدخانه بشكل متكرر، سواء داخل المنازل أو الأماكن المغلقة. ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
- عدد مرات الاستخدام في اليوم أو الأسبوع
كلما زادت مرات إشعال العود، ارتفع مستوى تراكم الملوثات في الهواء المحيط. فالتعرض المتكرر يعني استنشاق كميات أكبر من الجسيمات الدقيقة والغازات الناتجة عن الاحتراق.
- مدة التعرض المستمر في الأماكن المغلقة
الجلوس لفترات طويلة في أماكن يُشعل فيها العود باستمرار يؤدي إلى ارتفاع تركيز المواد الضارة في الهواء، خصوصًا عندما تكون التهوية ضعيفة أو منعدمة.
- نوع العود وجودة المنتج
الأنواع المغشوشة أو منخفضة الجودة غالبًا ما تحتوي على مواد كيميائية مضافة لتحسين الرائحة أو طول فترة الاحتراق. هذه الإضافات تزيد من انبعاث مركبات أكثر خطورة على الجهاز التنفسي.
- حجم المساحة المغلقة وجودة التهوية
استخدام العود في غرف صغيرة أو مغلقة دون تهوية مناسبة يجعل تركيز الدخان أعلى بكثير مقارنة بالأماكن الواسعة المفتوحة، مما يضاعف من تأثيره السلبي على الصحة.
- الاعتماد اليومي المطوّل على استخدام العود
التعرض المستمر لدخان العود بشكل يومي يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل اضطرابات التنفس أو تهيّج الأغشية المخاطية، نظرًا لتراكم المواد الضارة في الجسم مع الوقت.
ما أفضل أنواع العود من المركز السعودي للعود؟
يُعد المركز السعودي للعود من العلامات العريقة التي رافقت محبي العطور الفاخرة منذ الثمانينات، إذ جمع بين التراث الأصيل والابتكار العصري ليُقدم تشكيلات تعبّر عن هوية المجتمع السعودي وتخاطب الذوق الرفيع. عطور المركز تحمل بصمة الثقافة المحلية وتمنح تجربة فاخرة تعبق بالأصالة والرقي، تجد في قسم بخور وعود ما يلي:
عود الديوان
يُعتبر عود الديوان من أجود أنواع العود الطبيعي المروكي المحسّن، يتميز بلونه البني اللامع وغناه بالزيوت العطرية التي تمنحه رائحة قوية وثابتة تدوم لساعات طويلة. يناسب هذا العود الاستخدام في المباخر اليومية ويُضفي أجواءً من السكينة والفخامة في المكان، كما يمكن تقديمه كهديّة راقية تعبّر عن الذوق الرفيع.
عود سيلاني فاخر
يُستخلص عود سيلاني فاخر من خشب العود القادم من سيلان، وتتميز قطعه الكبيرة بلونها البني الفاتح وملمسها الجاف. رائحته بخورية خشبية دافئة تمتاز بفوحان قوي وثبات طويل، ما يجعله مناسباً لكل أنواع المباخر والمناسبات الخاصة. كما أنه خيار مميز للتعطير اليومي أو كهدية تحمل طابع الفخامة.
عود الحرم
عود الحرم خام طبيعي من عود كلمنتان الفاخر، يتسم بلونه البني الداكن وقطعه غير المنتظمة التي تعكس أصالته. تفوح منه رائحة عميقة وثابتة تناسب الذوق الشرقي القوي والمجالس الواسعة، ليمنح تجربة عطرية راقية في المناسبات الكبيرة أو الاستخدام المنزلي الفاخر.
كيف يمكن تقليل مخاطر استخدام العود بكثرة؟
تجنّب الإفراط في استخدام العود يساعد على حماية الصحة وجودة الهواء داخل المنزل. إليكم مجموعة من النصائح العملية لتقليل المخاطر المرتبطة به:
- حصر استخدام العود في المناسبات أو الأوقات الخاصة فقط وعدم جعله عادة يومية مستمرة.
- تهوية المكان جيدًا بعد كل استخدام بفتح النوافذ والأبواب للسماح بخروج الدخان والروائح الثقيلة.
- اختيار العود الأصلي والعالي الجودة لتجنّب المواد الكيميائية المضافة في الأنواع التجارية الرديئة.
- الابتعاد عن حرق العود في الأماكن المغلقة تمامًا، ويفضل استخدامه في مساحات مفتوحة إن أمكن.
- الحرص على بقاء الأطفال وكبار السن والمرضى بعيدين عن أماكن الاحتراق لتجنّب أي مضاعفات تنفّسية.
مخاطر استخدام العود بكثرة تمثل جانباً صحياً مهماً لا يمكن تجاهله، فالإفراط في استنشاق دخانه يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي والقلب والذاكرة، كما يسهم في زيادة تلوث الهواء داخل المنازل. من الأفضل الاستمتاع بعطر العود وفوائده ضمن حدود معتدلة تضمن الحفاظ على الصحة وجودة الهواء من دون التعرّض لأضرار الإفراط.